الجمعة، 27 مارس 2009

خطورة و عبثية ؟



خطورة صواريخ القسام
ديفيد شانزر*
David Schanzer
ترجمة: مجيد البرغوثي
Translated by: Majeed Al-Barghouthi
من بعيد، قد يكون من السهل التقليل من جدية خطورة صواريخ القسام التي تطلق حالياً من غزة على إسرائيل بمعدل يكاد يكون يومياً. ” فالصواريخ غير دقيقة على نحو طائش، ولا تصيب أي شيء عادة، وتبدو كأسلحة يأس، خصوصاً إذا قورنت بالقنابل الانتحارية (العمليات الاستشهادية) التي توجه بدقة متناهية وتسفر عن موت ودمار هائل.

ولكن، بالرغم من قوة القنابل “الانتحارية”، نجحت إسرائيل بشكل مذهل في منع مثل هذه الهجمات خلال السنوات الأخيرة. أما هجمات القسام فمن الصعب جداً منعها – فهي قنابل رخيصة الثمن، ومتوفرة بكثرة، ويبدو المدد منها غير محدود، ويمكن إطلاقها من أي مكان قريب من الحدود.

والفرق الرئيس بين صورايخ القسام والهجمات “الانتحارية”، هو أن الصواريخ يمكن أن تستهدف مجتمعاً جغرافياً معيناً، - وفي هذه الحالة - مدينة سديروت، وحشد موارد هائلة لفرض القانون لن يفيد بشيء في مجال توفير حماية إضافية لذلك المجتمع.

والطريقة الوحيدة لتوفير حماية مطلقة هي أن يغادر المواطنون المنطقة. وهنا يكمن الخطر العظيم على إسرائيل. إن فصل الناس عن “اراضيهم” - خصوصا الأراضي التي تقع ضمن الحدود الإسرائيلية الدائمة غير المتنازع عليها (!) - يتنافى مع عقيدة إسرائيل وهويتها. وقد وقف اليهود عدة عقود بثبات على الأرض في وجة أي معارضة مهما كانت قوية. ولكن الجلوس في ملاجيء محصنة ضد القنابل جلوس العاجز على أمل ان تخطيء الصواريخ أهدافها، وبدون وجود القدرة على الرد، فذلك أمرٌ يثير الاضطراب ويقضي على المعنويات.

إن معايير الرد الإسرائيلي يجب أن تقيّم على أساس حجم الخطر الصحيح الذي تشكله صواريخ القسام، وليس على أساس التصور غير الدقيق بأنها مجرد إزعاج لا ينطوي على أي ضرر.
______________________________
* ديفيد شانزر: أستاذ جامعي أمريكي يشغل منصب مدير مركز المثلث حول الارهاب والأمن القومي. وقد كتب هذه المقالة وهو في تل ابيب.
** المصطلحات والعبارات التي تتعارض مع مواقفنا تم وضعها أو التعليق عليها بين قوسين، مع
تثبيت نقيضها أيضا بين قوسين كلما لزم لأمر.

رابط المقال بالانجليزية



هم يعترفون بخطرها و انها تجعل النوم بامان من ضرب المستحيل ف مناطق معينة

و ما زال البعض يتفهونها و يسميها ابو مازن - صواريخ عبثية -؟

و دقق بالعبارة التالية :

إن فصل الناس عن “اراضيهم” - خصوصا الأراضي التي تقع ضمن الحدود الإسرائيلية الدائمة غير المتنازع عليها (!) - يتنافى مع عقيدة إسرائيل وهويتها.


اما بالنسبة لنا فعلى راي البعض الهجرة سنة عن الرسول

شكلوا اذا مشينا على قولهم رح نصفي بالمريخ


السبت، 21 مارس 2009

هل بالفعل هناك معركة تسمى الكرامة ؟






مهما قيل و مهما ادعوا
و تساءلوا ؟
رغما عنكم
كانت هناك معركة الكرامة



معركة الكرامة كما في تعريف الموسوعة ويكيبيديا


لا تتعب حالك هيها هون


معركة الكرامة وقعت في 21 آذار 1968 حين حاولت قوات الجيش الإسرائيلي احتلال الضفة الشرقية من نهر الأردن لأسباب تعتبرها إسرائيل استراتيجية. وقد عبرت النهر فعلا من عدة محاور مع عمليات تجسير وتحت غطاء جوي كثيف. فتصدت لها قوات الجيش الأردني على طول جبهة القتال من أقصى شمال الأردن الى جنوب البحر الميت بقوة [2]. وفي قرية الكرامة التحم بجانب الجيش الأردني مجموعة من الفدائيين وأبناء العشائر الأردنية من سكان تلك المنطقة [1] في قتال شرس بالسلاح الأبيض مع الجيش الإسرائيلي في في عملية استمرت قرابة الخمسين دقيقة. واستمرت المعركة أكثر من 16 ساعة، مما اضطر الإسرائيليون على الانسحاب الكامل من أرض المعركة تاركين وراءهم ولأول مرة خسائرهم وقتلاهم دون أن يتمكنوا من سحبها معهم. وتمكنت القوات الأردنية في هذه المعركة من تحقيق النصر والحيلولة من تحقيق إسرائيل لأهدافها. [3]







معركة الكرامة في تعريف جدتي


يا ستي ردت النا الروح قلنا قربنا نرجع بس رااحوا الرجال بالكرامة و ما ظل منهم كثير

بس يا ستي قالوا يومها انو اليهود ما قدروا يتقدموا

يا ستي بالسكاكين ذبحوهن الفدائية

و الجيش الاردني وراهم بالمدفعية او قدامهن و الله يا ستي مو متذكرة بس المهم انهن انتصروا يوها

بس ليش لهلا ما رجعنا بعرفش ؟



بعد كل ما مررنا به

اقول للبعض الذين يتقولون ما يتقولون

اصمتوا احتراما لجندي استشهد على الحدود تتقول عليه و انت جالس في التكييف امام شاشتك لتقرر و تتحدث و تفسر

ما حدث بالجبهة

قبل ان تولد


الجمعة، 20 مارس 2009

شهادة اسرائيلية: نقتل ثم نبكي


يطلقون النار ويبكون
هآرتس
عاموس هرئيل
بعد أقل من شهر من انتهاء عملية "الرصاص المصهور" في غزة، اجتمع في كلية اورانيم عشرات كثيرون من خريجي الكلية التحضيرية العسكرية التي تحمل اسم اسحق رابين. هذه الكلية تقوم منذ عام 1998 باعداد خريجيها للخدمة العسكرية الانضباطية. الكثيرون منهم ينخرطون في مناصب قيادية في المنظومة القتالية والوحدات العسكرية المختارة في الجيش. مؤسس هذه الكلية، داني زمير، يترأسها حتى اليوم وما زال نائب قائد كتيبة في وحدة احتياطية مختارة. زمير، الشخص الذي لا يخشى من كلمات "القيم" او "ايديولوجيا"، يحث تلاميذه طوال السنين بان يبدوا شراكة وانخراطا اجتماعيا وان لا يبتعدوا عن القضايا الخلافية، حتى خلال خدمتهم العسكرية.
عشية يوم السبت في الثالث عشر من شباط، قام زمير بجمع مقاتلين وضباط، من خريجي الكلية، في محادثة مطولة حول تجاربهم خلال القتال في غزة. الخريجيون تحدثون بانفتاح، ولكن مع احباط لا بأس به. ما جربوه في قطاع غزة واختبروه ترك عليهم بصماته، وهو بعيد جدا عن الرواية الرسمية التي يسوقها الجيش الاسرائيلي للجمهور. النتيجة كانت وثيقة هي الاولى من نوعها: غزة من الداخل كما رآها المقاتلون. صحيفة "هآرتس" تورد اقتباسات واسعة مما قيل في ذلك الاجتماع، كما ستنشر في صحيفة الكلية "بريزا"، التي صدرت بالامس الاول. اسماء الجنود بدلت من أجل عدم التعرف عليهم. محررو الصحيفة حذفوا ايضا بعض التفاصيل التي تتعلق بهوية الوحدات التي عملت بصورة مثيرة للاشكال في غزة.
يقومون بطرد السكان ويدخلون
داني زمير: "انا لا اقصد ان نقوم بتقييم الانجازات والمغزى السياسي المترتبة على عملية "الرصاص المصهور" وكذلك لا اريد أن اخوض في الجانب العسكري البحت. ولكن هناك حاجة لتبادل اطراف الحديث، لاننا امام عملية قتالية استثنائية في تاريخ الجيش الاسرائيلي، حددت ووضعت حدودا جديدة من حيث الشيفرة الاخلاقية التي تنظم عمل الجيش في دولة اسرائيل.
"هذه عملية تسبب بدمار كبير في صفوف المدنيين. ليس من المؤكد أنه كان من الممكن القيام بذلك بصورة مغايرة، ولكننا خرجنا في آخر المطاف من هذه العملية ونحن نقف من دون شلل حقيقي في مواجهة صواريخ القسام. من المحتمل جدا ان نكرر العملية باحجام اكبر في السنوات القادمة، لان المشكلة في قطاع غزة ليست بسيطة وليس من المؤكد بالمرة انها قد حلت. ما نريده في هذا المساء هو ان نسمع المقاتلين ونصغي اليهم".
أفيف: "انا ضابط صف في سرية لواء جفعاتي. دخلنا لجنوب مدينة غزة. في آخر المطاف، هذه ليست تجربة خاصة. خلال كل العملية كنت بانتظار اليوم الذي سأدخل فيه الى غزة، وفي آخر المطاف لم اجد الوضع مثلما حدثونا بالضبط. الوضع أشبه بالامر التالي: انت تأتي وتحتل بيتا وتطرد سكانه من هناك لتدخل اليه. جلسنا في هذا البيت مدة اسبوع تقريبا.
"عند نهاية العملية كان هناك تخطيط للدخول لمنطقة مأهولة جدا في داخل مدينة غزة نفسها، وفي عملية التوجه بدأوا يتحدثون معنا حول انظمة اطلاق النار داخل المدينة، لانه مثلما تعرفون استخدموا الكثير الكثير من النيران وقتلوا الكثير الكثير من الناس على الطريق، حتى لا نصاب نحن وحتى لا يطلقوا النار علينا.
"في البداية كان قد حدد لنا الدخول الى بيت. كان من المفترض أن ندخل مع سيارة مدرعة تدعى "المتوحشة" من أجل اقتحام البوابة السفلية والبدء في اطلاق النار في الداخل، وحينئذ ... انا اسمي هذا القتل... كان علينا في الواقع ان نصعد مبنى تلو آخر وكل شخص نلاحظ وجوده يتوجب علينا أن نطلق عليه النار. هذه مسألة قلت لنفسي حولها: كيف يمكن ان يكون ذلك منطقيا؟
"المستويات العليا قالت ان هذا مسموح، لان كل من تبقى في تلك المنطقة وفي داخل مدينة غزة هو في الواقع مدان لانه لم يفر. انا لم افهم الامر تماما: من جهة ليس لهؤلاء الناس مكان يفرون اليه، ومن الناحية الاخرى يقولون لنا انهم لم يفروا ولذلك هم المذنبون... هذا الامر اخافني بعض الشيء ايضا. حاولت أن اؤثر قدر المستطاع من خلال منصبي المتدني وتغيير هذه الاوامر. في آخر المطاف أمرونا بان ندخل للبيت مستخدمين مكبرات الصوت وان نقول لهم: "هيا فلتفروا جميعا امامكم خمس دقائق للخروج من البيت ومن لا يخرج سنقوم بقتله".
جئت لجنودنا وقلت: "الاوامر تغيرت، سندخل الى البيت وامامهم خمس دقائق للفرار، سنتحقق من كل واحد يخرج ونتأكد من عدم وجود سلاح لديه، وحينئذ سنبدأ بالدخول الى المنزل طابقا طابقا للقيام بعملية تطهير... هذا يعني الدخول الى البيت والبدء باطلاق النار على كل من يتحرك والقاء قنبلة وما الى ذلك من هذه الامور. وحينئذ جاءت لحظة مثيرة للعصبية بدرجة كبيرة. احد جنودي جاء الي وقال: "لماذا؟ قلت له ما هو الامر غير الواضح لك؟ نحن لا نريد قتل الابرياء من المدنيين. فرد علي: ماذا هل تقول لي ان كل من يتواجد هناك هو مخرب/ وفق وصف الصحيفة العبرية- وان هذه مسألة معروفة. قلت، هل تعتقد ان الناس هناك سيفرون فعلا؟ لن يفر أي واحد منهم. فقال لي، هذا واضح، حينئذ انضم رفاقه للمحادثة: يتوجب علينا أن نقتل كل انسان موجود هناك. فهل هذا يعني ان كل انسان موجود في غزة هو مخرب وارهابي/ وفق وصف الصحيفة العبرية . قالوا ذلك وما شابه من الامور التي يدخلونها الى رؤوسنا في وسائل الاعلام.
"وعندئذ حاولت ان اوضح للشاب، بانه ليس كل من يتواجد هناك مسلح، وانه بعد أن يقتل ثلاثة اطفال واربعة امهات سنواصل للطابق الاعلى ونقتل نحو 20 آخرين، في آخر المطاف يتراكم العدد مع مضاعفاته على مستوى ثمانية طوابق أي ما مجموعه 40 - 50 عائلة مقتولة. حاولت ان اوضح له لماذا يتوجب علينا ان نسمح لهم بالخروج، وحينئذ الدخول للمنازل. هذا لم يسعف شيئا. الوضع محبط تماما، أن ترى ان الجنود يدركون ان من المسموح لهم في داخل غزة أن يفعلوا ما يريدونه وان يحطموا ابواب المنازل فقط لان هذا يروق لهم وممتع ايضا.
"انت لا تشعر من الجهات الاعلى منك في الجيش ان في ذلك منطق ولكنهم لا يقولون شيئا. وهكذا يمكن للجنود ان يكتبوا على الجدران عبارات مثل "الموت للعرب"، وان يأخذوا صور العائلة ويبصقوا عليها، وان يحرقوا كل شيء يذكر بالاسرة الموجودة هناك، فقط لان هذا متاح لهم. انا اعتقد أن هذا هو الامر الاكثر مركزية حتى ندرك مدى انهيار الجيش الاسرائيلي في المجال القيمي. ومهما تحدثنا عن أن الجيش هو جيش قيمي فهذا ليس على مستوى الميداني او الكتيبة.
"احد ضباطنا قائد سرية، شاهد امرأة تمر من امامه بمحور ما، عجوزا متقدمة في السن. هي سارت على مسافة بعيدة بما يكفي، ولكنها في مدى الاصابة. ان كانت مشبوهة او غير مشبوهة لا احد يعرف ذلك. في آخر المطاف هو طلب من اشخاص ان يصعدوا للسطح حتى يقوموا بقتلها برصاصهم. لقد شعرت من وصف هذه الحكاية بان هذا قتل بدم بارد".
زامير: "لم افهم ، لماذا اطلق النار عليها؟"
افيف: "هذا هو الامر الجميل في غزة كما يزعم - انت ترى انسانا امامك يمر عبر طريق، ولا ضرورة لوجود سلاح لديه، وليس عليك ان تشخصه من خلال شيء ما وبامكانك بكل بساطة ان تطلق النار عليه. عندنا كانت هذه امرأة متقدمة في السن لم الاحظ وجود سلاح لديها. الاوامر كانت ان نقتل الشخص العابر اي هذه المرأة من اللحظة التي نراها فيها".
تسفي: "ما قاله افيف صحيح، ولكن من الممكن ان نفهم من اين ياتي ذلك. هذه المرأة لم يكن من المفروض ان تكون هناك، لانه كانت هناك اشعارات وكان هناك قصف. المنطق يقول انه لم يكن من الجدير بها ان تكون هناك. ومثلما تصف ذلك باعتباره قتل بدم بارد فانا اقول ان هذ ليس صحيح. من المعروف اننا نراقب التحركات وغير من هذ الامور".
زمير: "كيف شعرت بذلك؟"
تسفي: "انا ايضا كنت مد ة اسبوع في ذلك المنزل مع افيف. نحن لسنا في نفس الفصيل، ولكن صدف اننا كنا في نفس البيت. ومثلما قال افيف هذا يختلف تماما عما توقعناه: الانفعال والاثارة اقل بكثير ودرجة الخوف اقل ايضا، حتى الضجر. انا اتذكر مشهدا جميلا جدا ولكنهم قاموا بازالته من خلال القذائف رويدا رويدا"
زمير: "كيف نمتم في المنازل هناك؟"
تسفي: "فرشات وشراشف، هذا يعتمد على عدد الاشخاص في المنزل ، والكثيرون ناموا على الشراشف. المسألة الاكثر اثارة حدثت مع المسجد. دخلنا الى المنزل قبيل الصباح بعد ان سرنا طوال الليل. وعند الظهيرة لاحظ احد جنودي شخصا هو مقاوم. فاطلق عليه النار فرد علينا بالقليل من النيران غير الدقيقة، اخرج يده هكذا واطلق النار عشوائيا. انا كنت على لاسطح وفجأة اطلقوا علينا؟ لم يطلقوا علينا؟ حسنا لقد اطلقوا علينا. هيا بنا نرد عليهم. ولكننا ترددنا فربما هناك احد من قواتنا؟ وعندئذ قام احد الجنود بجانبي باطلاق النار. شعرنا ببعض الحماس. الجميع صعدوا للاعلى واطلقوا النار معا، لقد كانت اثارة حقيقية الشعور بانك تطلق النار".
جلعاد: "من قبل ان ندخل حرص قائد الكتيبة على ان يوضح للجميع ان العبرة الهامة المستفادة من حرب لبنان الثانية هي الطريقة التي يدخل فيها الجيش الاسرائيلي، مع الكثير من النيران. المقصود كان استخدام قوة نارية هائلة لحماية ارواح الجنود. خلال العملية كانت خسائر الجيش الاسرائيلي خفيفة حقا ولكن ذلك حصد ارواح الكثيرين من المدنيين الفلسطينيين.
"دخول سلاح المشاة كان مكثفا وقويا جدا، كانت معنا دبابات والنيران اطلقت من كل خلية. هناك تجربة واحدة ما زلت اتذكرها من المنزل الاول الذي تموقعنا فيه للحماية، بعد ذلك مكثنا فيه يومين الى ثلاثة ايام. في الصباح الاول من العملية كانت هناك عائلة. عندما دخلنا وجد احدهم كومة من كراسات تعود للجهاد الاسلامي ، رأينا صور القسام على الجدران التي رسمها الصبي والجندي الذي كان بجانبي صعد للاعلى واراها للجميع.
"فجأة رأيت قائد الفصيل الذي انتمي له ينزل للاسفل جالبا العائلة معه. في البداية ادركت انه قرر ابعادهم بسبب ما وجدناه. بعد ذلك اتضح لي انه كان هناك قرار من الكتيبة وربما قرار عام من الجيش الاسرائيلي بان لا يتم ابقاء العائلات في المنازل التي نتواجد فيها.
مثلما تنص التعليمات
رام: "انا اخدم في سرية ميدانية في جيفعاتي. بعد ان دخلنا للمنازل الاولى ، كان هناك منزل تواجدت فيه عائلة. والدخول كان هادئا نسبيا. لم نطلق النار ، وانما صرخنا طالبين من الجميع النزول، ووضعناهم في غرفة ومن ثم غادرنا هذا المنزل ودخل اليه فصيل اخر. بعد ايام من دخولنا كانت هناك اوامر بتسريح العائلات. في الاعلى وضعوا مواقع وعلى السطح كانت هناك رشاشات. قائد الفصيل قام بتسريح العائلة وطلب منهم ان يتوجهوا يمينا. احدى الامهات واثنين من اطفالها لم يفهموا الامر وانعطفوا يسارا بينما لم يكن الجندي المسؤول عن الرشاش فوق السطح قد عرف انهم قد سرحوا العائلة وان وجودهم هناك سليم وهو بدوره ... من الممكن القول انه تصرف كما يجب وكما تفيد الاوامر"
زمير: "توقف انا لم افهم، لم افهم "
رام: "الاسرة داخل البيت، كان هناك رشاش فوق السطح، الجندي المسؤول عن الرشاش شاهد امرأة واطفالا يقتربون منه من وراء الخطوط حيث قالوا له وفق الاوامر ان عليه ان لا يسمح لاحد بالاقتراب من هناك فقام بدوره باطلاق النار عليهم مباشرة، وانا لا اعرف ان كان قد اطلق النار على الارجل او شيئا كهذا، على اية حال هو قام بقتلهم في اخر المطاف".
سؤال من الجمهور: "عن اية مسافة تتحدث؟"
رام: "بين 100 الى 200 متر شيئا كهذا. هم ايضا خرجوا من ذلك البيت الذي كان هو على سطحه ، وهم اقتربوا قليلا فرأهم فجأة، ولاحظ ان هناك اشخاص في المنطقة التي يحظر ان يكونوا فيها. انا لا اعتقد انه شعر بشعور سيء ازاء ذلك، لانه قام بتنفيذ الاوامر التي اعطيت له من وجهة نظره. والاجواء بصورة عامة كانت ... لا اعرف كيف اقول ذلك... حياة الفلسطينيين هيا بنا نقول ، امر اقل بكثير جدا من حياة جنودنا. اذا بالنسبة لهم هم يبادرون الامر على هذا النحو".
يوفال فريدمان: (مرشد رئيس في الكلية): "الم تكن هناك اوامر بطلب تصريح لاطلاق النار؟"
رام: "لا. هذه خطوط تتجاوز خطا معينا. الفكرة هي انك تخاف من ان يهربوا منك. ان اقترب مسلح وكان قريبا جدا بامكانه ان يفجر نفسه بالمنزل او شيئا كهذا".
زمير: "على اية مسافة كانت الام والاولاد".
رام: "لا اعرف بالضبط اعتقد انه قرابة مائة متر شيئا كهذا".
زمير: "بعد عملية قتل كهذه بالخطأ، هل يقومون باجراء تحقيق ما في الجيش الاسرائيلي؟ هل يتحققون من كيفية اصلاح مثل هذا الامر".
رام: "لم يأتوا من الشرطة العسكرية للتحقيقات بعد. لم يكن هناك اي... هناك تحقيقات حول الاحداث وتحقيقات عموما، وكذلك حول اي تصرف خلال الحرب. ولكن لم يركزوا حول هذا الامر بصورة محددة".
موشيه: "التوجه كان بسيطا جدا: ليس من اللطيف قول ذلك، ولكن ان كان ذلك غير هام لاي احد، فاننا لا نقوم بالتحقيق بالامر. وهذا ما يحدث خلال عمليات الامن الجاري".
رام: "ما اذكره بصورة خاصة في البداية هو الشعور بانني اشبه في مهمة ورسالة دينية. رمزي هو بينش. قبل ان دخلنا جمع كل الفصيل وتلا صلاة الخروج للمعركة. كان هناك حاخام الكتيبة. الذي دخل هو الاخر الى غزة بعد ذلك ومر بيننا مربتا على الاكتاف ومشجعا وصلى مع الناس. ايضا عندما كنا في الداخل ارسلوا الينا كتيبات فيها ابتهال وصلوات. انا اعتقد انه كان بامكاننا ان نملأ غرفة كاملة بالابتهالات والادعية التي ارسلوها الينا.
"كان هناك فجوة هائلة بين ما اصدره سلاح التوجيه وبين ما اصدرته الحاخامية العسكرية. سلاح التوجيه اصدر سجلا للقائد يتضمن شيئا ما حول تاريخ القتال الاسرائيلي في غزة منذ 1948 حتى اليوم. الحاخامية العسكرية ادخلت الكثير من الكراسات والمقالات وكلها ذات رسالة واضحة جدا - نحن شعب اسرائيل وصلنا للبلاد باعجوبة والله هو الذي اعادنا اليها. الان يتوجب علينا ان نخوض القتال حتى نطرد غير اليهود من الغرباء الذين يعرقلون احتلالنا لبلادنا المقدسة. هذه كانت الرسالة الاساسية وشعور عدد كبير من الجنود خلال العملية كانت انها حرب دينية. من حيث مكانتي قائد وكمفسر، كانت محاولتي بالتحدث عن السياسة والتيارات في المجتمع الفلسطيني وانه ليس كل من في غزة حماس وليس كل مواطن يرغب بالهجوم علينا. اردت ان اوضح للجنود ان هذه الحرب ليست حربا جهادية وانما حربا لمنع اطلاق صواريخ القسام.
"عندما كنا داخل المنازل كان الوضع هادئا جدا. دخلنا الى بيت وبقينا هناك مدة اسبوع. كانت هناك مناوبات حراسة وجرى كل شيء تم من خلال الضحك والهدوء. انت لا تشعر انك في قتال حقيقي تماما. موجود هناك بكل بساطة في حالة انتظار. اخرجونا ليومين للانتعاش والتقاط الانفاس في بئر السبع وما اذهلني هي الفجوة من شعور الجنود هناك في الداخل ومن شعور السكان في الخارج. الناس ياتون ويعانقونك قائلين: "انتم ابطال صادمون ببسالة. وما الذي فعلته... نمت على فرشة تعود لشخص ما وقضيت 24 ساعة في الحراسة. ونظرت الى اللاشيء وانتظرت حدوث شيء ما".
الحياة الطيبة
زمير: "انا اريد ان اطلب من الطيارين هنا، جدعون ويوناتان ان يحدثانا قليلا عن زاوية رؤيتهم للاحداث. باعتباري من سلاح المشاة اهتممت دائما بان اعرف كيف يشعروا الطيارون عندما يقصفون مدينة على هذا النحو؟"
جدعون: "هناك عدة امور. الامر الاول ساتحدث قليلا عما قيل بصدد كمية النيران الجنونية. منذ الطلعة الجوية الاولى كانت كميات النيران كبيرة جدا وهذا ما دفع كل الحمساويين للاختفاء في مخابئهم بالاساس وعلى اكبر عمق ممكن وعدم اظهار رؤوسهم حتى ما بعد القتال باسبوعين.
"انا اريدكم ان تفهموا الفوارق قليلا، خلال الليالي كنت اتي للسرب واقوم بطلعة واحدة فوق غزة ومن ثم اعود للنوم. انا اعود للنوم في تل ابيب في سريري الدافىء ولست عالقا في سرير في منزل اسرة فلسطينية، اذا فالحياة افضل قليلا.
"عندما اجلس في الطائرة، انا لا ارى مسلحا يطلق صاروخ قسام واقرر التحليق من فوقه. هناك منظومة كاملة تدعمنا وتعمل مثل العيون والاذان والاستخبارات لكل طائرة تصعد للجو، وتقوم بتحديد الاهداف الحقيقية بهذه الدرجة من الشرعية او تلك. على اية حال انا احاول ان اقنع نفسي ان هذه اهداف ذات اعلى مستوى شرعي ممكن.
"قاموا بتوزيع مناشير فوق غزة، وفي بعض الاحيان كانوا يطلقون صاروخا نحو زاوية منزل ما من مروحية ، فقط حتى يهز البيت قليلا وان يدفعوا كل من يتواجدوا هناك للفرار للخارج، هذه الامور فعلت فعلها. العائلات خرجت والجنود وصلوا الى منازل فارغة تماما تقريبا ، على الاقل من المدنيين الابرياء. من هذه الناحية كان الامر فعالا.
"على اية حال انا آتي للطائرة واحصل على هدف مع وصف ومسار، واتاكد بالاساس من انه ليس داخل خط قواتنا، انظر الى صورة كل منزل يتوجب علي ان اهاجمه وارى ان ذلك يتلائم مع الواقع ومن ثم احلق في الجو واضغط على المفتاح فتقع القنبلة بدقة متر للهدف ذاته.
الافكار التي تجول في خاطري بعد ان اقوم باطلاق القنبلة هي فقط ان كنت قد اطلقت عند النقطة الصحيحة وان كان قد اصبت الهدف. ان اصبت فهذا جيد وانا في الاتجاه الصحيح فهي بنا نهبط ونرى ما الذي حدث. عادة يمكنك بعد ذلك ان ترى من خلال كل المنظومة المراقبة اين الاصابات".
زمير: "هل هناك بين الطيارين من يفكر بالندم؟ لقد فاجأني جدا ذلك التحمس من عملية القضاء على شرطة المرور في غزة في اليوم الاول من العملية. قتلوا 180 شرطي مرور. هل كان ذلك مثيرا لعلامات التساؤل في نفس الطيار؟".
جدعون: "هيا بنا نقسم الامر الى اثنين. من الناحية التكتيكية انت تسميهم شرطة. على اية حال هم يحملون السلاح وهم يتبعون لحماس. في الايام جيدة كانوا يأخذون اتباع فتح ويلقونهم من فوق اسطح المنازل ومن ثم يتحققون من النتيجة.
"من حيث الافكار، انت تجلس في الطائرة وهناك محادثات كثيرة حول قيامية القتال، وحول ما نفعله هناك ، وحول الرفاق الموجودين هناك ، وهناك الكثير مما يمكن التحدث حوله. كل النقاشات وهذه الامور المحيرة توضع جانبا عند اللحظة التي يبدأ فيها الحصول على التعليمات والارشادات. من اللحظة التي تشغل فيها محرك الطائرة حتى اللحظة التي تطفئه فيها ، كل التفكير وكل التركيز وكل الاصغاء يتمحور حول المهمة التي يجب تنفيذها. ان كان لديك شك بعدم العدالة ، فقد تفشل بدرجة اكبر وتقوم بتدمير مدرسة مع اربعين طفلا. ان لم اصب البيت الذي يتوجب علي ان اصيبه وانما البيت الذي يتواجد فيه رفاقي فثمن الخطأ كبير جدا جدا.
سؤال من الجمهور: "هل كان في الطائرة احد ما لم يضغط على الزناد وفكر مرتين؟"
جدعون: "من الاجدر توجيه هذا السؤال لطياري المروحيات او للرفاق الذين يرون ما يفعلونه. السلاح الذي استخدمته لا يمكنني اتخاذ قرار يتناقض مع ما قالوه لي حتى تلك النقطة. انا اطلق القنبلة على مسافة ارى فيها كل قطاع غزة. انا ارى حيفا ايضا وارى سيناء ، ولكن الحجم هو نفس الحجم. المسافة بعيدة جدا".
عضو من حماس
يوسي: "انا ضابط فصيل في سرية ميدانية من سلاح المشاة . كنت في احد الاحياء في منزل واكتشفنا ان هناك اسرة لم يكن من المفترض ان تكون هناك. جمعنا كل الاسرة داخل قبو ووضعنا حارسين عليهم كل فترة. وتأكدنا من عدم قيامهم بالمشاكل. رويدا رويدا كسرت المسافة بيننا وبينهم ودخنا السجائر معهم وشربنا القهوة وتحدثنا قليلا عن معنى الحياة والقتال في غزة. بعد الكثير من المحادثات الطويلة اكتشفنا ان صاحب البيت الذي يبلغ عمره 70 عاما تقريبا. يدعي ان من الجيد اننا في غزة وان ما يفعله الجيش الاسرائيلي هناك جيد.
في صبيحة اليوم التالي ارسلنا صاحب البيت وابنه البالغ من العمر 40 حتى 50 للتحقيق. بعد يوم من ارسالهم جاءنا رد حول هويتهم. اكتشفنا انهما نشطاء سياسيين لحماس. كان ذلك مثيرا للعصبية بعض الشيء، اذا قالوا لك انه كان من الجيد انك هناك وكل الاحترام وما الى ذلك وفجأة تكتشف انهم يكذبون عليك في وجهك طوال الوقت. هذا ما اثار عصبيتي وفي اخر المطاف بعد ان ادركنا ان هذه العائلة ليست بالضبط اصدقاء جيدين لنا وانهم يستحقون ان يتم اخراجهم من هناك بالقوة جاءت الاوامر من قائدي مع اقتراح بان ننظف كل القاذورات في المنزل وان ناخذ الاكياس معنا عندما نغادره وان نكنس البلاط ونطوي الشراشف ونعيد كل شيء الى مكانه".
زمير: "ماذا يعني ذلك انه لم تكن كل قوة تابعة للجيش الاسرائيلي ان فعلت ذلك؟"
يوسي: "لا بالتاكيد لا . بل على العكس فاغلبية المنازل تركوا من وراءهم كتابات ورسومات غرافيكية وشيئا كهذا".
زمير: "هذا سلوك بهائم"
يوسي: "ليس من المفترض بك ان تضيع وقتك على طوي الشراشف عندما يطلقون النار عليك"
زمير: "لم اسمع عن اطلاق نار كهذا عليكم. انا لا اوجه الاتهامات اليك، ولكن ان كنت اسبوعا في منزل فلتنظف قاذوراتك".
افيف: "كانت عندنا اوامر في يوم ما - بان ننظف كل البيت. القينا كل شيء من النوافذ حتى نخلي المكان. كل محتويات البيت طارت عبر النوافذ للخارج".
يوسي: "ذات يوم سقط صاروخ كاتيوشا على بئر السبع واصيبت امرأة وطفلها اصابة متوسطة الى شديدة. هم كانوا جيران لاحد جنودي. سمعنا هذه الحكاية عبر الاذاعة. ذلك الشخص تأثر كثيرا من اصابة جيرانه. وعندئذ اصبح هذا الشخص عصبيا ومن الممكن فهمه.
"ان تقول لشخص كهذا هيا بنا نغسل بيتا يعود لاحد نشطاء حماس السياسيين الذي اطلق النار قبل قليل على جيرانه وقطع لهم رجلا على الاقل ليس بالمسألة السهلة خصوصا ان كنت غير متفق مع ذلك تمام. عندما قال قائدي ان علي ان اطلب من الجنود بان يرتبوا الاثاث هناك، لم يكن تنفيذ الامر سهلا علي. كان هناك صراخ كثير . وفي اخر المطاف اقتنعت وفهمت ان هذا صحيح. اليوم ان اقدر بل وانا معجب بقائدي لما فعله. في اخر المطاف انا لا اعتقد ان كل جيش بما في ذلك جيش سوريا وافغانستان كان سيغسل بيت عدوه وبالتاكيد لن يقوم بترتيب الشراشف واعادتها للخزانات".
بنيامين: "انا سأطرح زاوية رؤية مختلفة قليلا. في بداية العملية ارسلت سريتي للاحتلال خطي شمالي القطاع في منطقة الشجاعية. من كان في الداخل يعرف هذه الصورة - ان تنهض مع الفجر في الخامسة صباحا من دون ان ترى السماء زرقاء بل تكون سوداء حتى الافق. ليس هناك لون غير اللون الاسود.
"في سياق ذلك كنا مسؤولين عن معبر كارني الذي كان مغلقا خلال العملية باستثناء توقف للحالات الانسانية. بين الثانية والرابعة كان هناك نوع من الراحة حتى يتمكن المواطنون من النوم في ساعات الظهيرة من دون صواريخ غراد وقذائف. تم الاعلان عن فترات للاهداف الانسانية على هذا النحو، وعندئذ كانوا يدفعوننا من حين لاخر. يأتيك اتصال هاتفي: خذوا الان ثمانية جنود وارسلوهم الى معبر كارني. هناك كان يدخلون المواد التموينية. اغلبية ما كان يدخل اخذته حماس حتى توقفت الاونروا عن ادخال المساعدات.
"انا في سرية بينيشيم. مستوى العقيدة والايمان بعدالة الطريق يصل الى مستوى قول الجنود: انا لا افهم لماذا اقوم بادخال الطعام للعرب ولماذا نعطي الامدادات للمسلحين. هم يتوجهون نحو كومة غذاء ويبصقون في داخلها ومن الذي سيأتي للتحدث عن القيم معهم في هذه الحالة.
"وقبيل انتهاء القتال تحولت فتح وما تبقى منها الى هدف شرعي جدا في نظر حماس. هم بدأوا ببساطة بتطهير نشطاء فتح. 800 حتى 900 متر من الجدار هناك عائلة معروفة بانها عائلة متعاونين من فتح . كان معروفا انهم سيحاولون الفرار نحو اسرائيل. توقعنا ذلك وجاءتنا تعليمات من اللواء بعدم السماح لهم بالدخول. هم عرفوا مكان البوابات في الجدار وعرفوا الى اين يصلوا. التعليمات نصت على اعادتهم من المكان الذي اتوا منه. انا شخصيا لم اكن هناك عندما حدث الامر ولكنه حدث. اعادوهم . ان سألتوني ما الذي حدث معهم الان ساقول لكم ان هناك احتمال انهم ليسوا احياء بنسبة 90 في المائة".
زمير: "انا اعتقد انه كان من المهم ان يجلس اهاليكم هنا وان يسمعوا هذا الحوار. واعتقد انه كان حوارا مثيرا وكذلك سببا للكآبة والشعور بالاسى. انتم تصفون جيشا مع معايير اخلاقية هابطة جدا، هذه الحقيقة... انا لا احاكمكم ولا اوجه الانتقادات اليكم. وانما اعكس لكم ما اشعر به بعد الحكايات التي سمعتها منكم. لم اكن في غزة وانا افترض ان جنود الاحتياط كانوا يستمتعون بمستوى سيطرة اعلى، ولكني اعتقد ان خلاصة ما تعبرون عنه وتصفونه هو نوع من الاوضاع التي كنا بها نحن ايضا.
"بعد حرب حزيران عندما عاد الجنود من القتال، جلسوا في دوائر ورووا ما جربوه واطلقوا عليهم طوال سنوات كثيرة وصف "يطلقون النار ويبكون". في عام 1983 عندما عدنا من حرب لبنان الاولى اطلقوا علينا نفس الاسماء . علينا ان نفكر بالاحداث التي مررنا بها. وعلينا ان نواجهها من اجل تحديد مستوى او معايير اخرى.
"من المحتمل جدا ان حماس والجيش السوري والجيش المصري كانوا سيتصرفون بطريقة مختلفة عني. النقطة هي اننا لسنا حماس ولسنا الجيش السوري ولسنا الجيش المصري وان كان رجال الدين يقومون بمسحنا بالزيت ويعطوننا كتبا دينية بايدينا وان كان الجنود الموجودون في الوحدات القتالية لا يمثلون كافة الوان الطيف في المجتمع الاسرائيلي، وانما اجزاء محددة من المواطنين، فما الذي نتوقعه اذا؟ ومن الذي نوجه اليه شكاوينا؟
"باعتبارنا جنود احتياط نحن لا ننظر بجدية للاوامر التي تصدر من القيادات اللوائية ونحن ندع المتقدمين في السن والعائلات لان تفعل فعلها. لماذا نقتل أناسا من المؤكد لنا انهم مدنيين؟ اي امن اسرائيل سيتضرر ومن الذي سيتضرر ؟ لتستخدموا عقولكم ولتكونوا آدميين
"

الأحد، 15 مارس 2009

قنديل مقاومة

لعل الكثير منا يعرف من هو حمدي قنديل




الجراة بالطرح - الكلام السلس الذي نقوله في البيت و الشارع


هذا ما كان يقوله عنا قنديل في برنامجه الذي توقف لاسباب سياسية


و لان الكثير منا يعرف السبب اردت ان الخصه بعبارة بسيطة


السبب هو كبت الحريات و اخراس الاصوات التي من الممكن ان تزرع في داخلنا كلمة حق تقاوم الافكار المشبوهة التي توردها لنا اجهزة الاعلام المشبوهة التي تملا التلقاز لدرجة احس بها ان تلفازي اذا اصابه برد سيتقيا لي 4 راقصات و مغنين و مذيعين منهما مذيعة مازالت تتبرج


من هناك تطل علينا رصاصة تاهت من مقاومين على جبل ما في جنوب لبنان او غزة او في اروقة حي قديم مازال يقرا التاريخ و يعيده


من جيل الستينات - اعلامه غير مبتذل و لا موجه من جيب امير المؤمنين


هذا هو حمدي قنديل


اما الان و بعد رفض قنديل لعروض قدمت من قناة الجزيرة و المنار و قناتين سوريتين قرر عرض برنامجه قلم رصاص على قناة الليبية و برر حمدي قنديل رفض العروض السابقة بانه يريد التحدث من منبر مغاير للمنابر التي يدافع عنها و يتخذ مواقفها و لاسباب اخرى و سيتم تسجيل اول حلقة له في 19-3


و سيستقر قنديل في لندن ( التي سبقه اليها احمد مطر و ناجي العلي و الكثير من المثقفين الاحرار )


و سنكون بانتظاره


حمدي قنديل مقاوم من نوع اخر لا يحمل بندقية و لكن قلم رصاص يرسم به ملالمح لمشاعرنا


كل التقدير له



الثلاثاء، 10 مارس 2009

وهولاء ايضا مقاومون

وهذه ايضا مقاومة
بل لعلها من اسمى انواع المقاومة والنضال


أكثر ما يرعبهم


تحت عنوان "لماذا هو، لماذا الان" نشرت صحيفة معاريف الصهيونية مقالا للكاتب نداف ايال ـ واهم ما في المقال هو اشارته الى اكثر ما يخيف الكيان الصهيوني وساسته خاصة في اعقاب معركة غزة، وهو تنامي مشاعر الكراهية للدى الشعوب الاوروبية تجاه كيانهم الغاصب

كذلك تبدل صورة اسرائيل في العين الاوروبية من الضحية الى الجلاد

اليكم نص المقال

الاسبوع الماضي نشرت الاندبندنت البريطانية صفحة اولى استثنائية: كل الصفحة، من العنوان فما دون، كرس لعريضة من 400 اكاديمي طالبوا بالغاء معرضا مخصصا للعلم الاسرائيلي في المتحف الوطني البريطاني للعلوم.
لم يكن هناك أي شيء جديد او هام في الخبر نفسه: الغالبية الساحقة من الموقعين كانوا يساريين راديكاليين حالوا (وفشلوا) قيادة مقاطعة اكاديمية للجامعات الاسرائيلية. وكان واضحا من صيغة الخبر أن الحديث يدور عن معرض خاص، يقدم في المتحف فقط – على حساب الفيدرالية الصهيونية. انعدام قيمة صحفية لم يمنع الاندبندنت التي يظن فيها احد ما بان تكريس الصفحة الاولى لمقاطعة العلوم الاسرائيلية سيزيد من مبيعات الصحيفة.هذا هو التطور المقلق حقا. ما يحصل في ارجاء اوروبا وفي العالم هو تسلل العداء لاسرائيل الى الثقافة الشعبية، فضلا عن البحث السياسي المحصور في النخب. الانباء عن اعداد المواطنين القتلى في غزة، المنشورات عن نية المحكمة الجنائية الدولية فحص امكانية تقديم ضباط اسرائيليين الى المحاكمة بتهمة جرائم حرب، الدعوات لمقاطعة المنتوجات الاسرائيلية من المستوطنات والاسرائيلية بشكل عام، كل هذا التصق بالتدريج بالوعي الدولي ضد اسرائيل. هذه نتيجة مثيرة للحفيظة، تنعدم فيها النزاهة الاساس وفيها بعض من اللا سامية. التشبيهات في اوروبا بين المقاومة الفلسطينية في غزة وتمرد غيتو وارسو تجعل الدماء تغلي في العروق. ولكن العداء لاسرائيل ليس موضوعا يمكن تعطيله بمجرد عدم الاكتراث والاعلان بان العالم كله ضدنا. فهو يعرض للخطر مصالح اسرائيلية حيوية مثل منع النووي الايراني ويفترض التجند السياسي والاعلامي. على هذه الخلفية، فان المنشورات عن التعيين المحتمل لافيدور ليبرمان وزيرا للخارجية تبدو هاذية على نحو خاص. فقد قال مراقب اوروبي كبير، من اصل يهودي، "قولوا، هل جننتم هناك؟ في الوضع الحالي الذي تعيشونه، تعينون ليبرمان وزيرا للخارجية؟ هذا ما تحتاجونه الان حين يعتبر نتنياهو على أي حال عدوا للسلام؟".هذا سؤال بقي بلا جواب. ليبرمان يوصف في العالم كعنصري متطرف، حارس سابق في النوادي يريد أن يقصف أسوان وينزع المواطنة عن كل العرب. سواء كان هذا الوصف صحيحا ام مشوها، فان تعيينه وزيرا للخارجية في حكومة يمينية ضيقة هو على شفا العجب. هذا ليس موضوعا شخصيا او حتى سياسيا، بل مهني: بدلا من شرح موقف دولة اسرائيل، سيضطر ايفات ليبرمان الى أن يشرح اساسا نفسه وتصريحاته المتطرفة. مقربوه يقولون انه اعتدل – والدليل هو انه كتب مقالا يؤيد فيه الدولة الفلسطينية – ولكن صحافيا امريكيا قال مؤخرا ان هذا مثابة "وضع احمر شفاه على خنزير" (وقبل أن يصرخ احد ما "عنصرية"، فان هذا تعبير امريكي معروف استخدم للهجوم على سارة بيلين، المرشحة لمنصب نائبة الرئيس في الانتخابات الاخيرة). بالمناسبة، المنتقدون الحادون لاسرائيل سيكونون سعداء لتعيين ليبرمان ويمكن فقط تخمين ما سيفعلوه بالنبأ الذي نشر في "هآرتس" قبل بضعة اشهر في ان رئيس اسرائيل بيتنا كان عضوا في حركة كاخ. عندما عين عمير بيرتس وزيرا للدفاع، رد الجمهور الاسرائيلي بتسامح ودفع الثمن. هناك مناصب معينة مطلوب لها شروط اساس، حتى في سياستنا التهكمية. افيغدور ليبرمان هو سياسي جدي، ولكن في الاجواء الدولية الحالية فان تعيينه اسوأ من تعيين عمير بيرتس وزيرا للدفاع. ربما لدى ليبرمان سينتهي هذا بخير اكبر، ولكن لا يمكن لاسرائيل أن تأخذ هذه المخاطرة.

الأحد، 8 مارس 2009

مغهوم الخسائر


حين انقشع غبار المعركة على ارض غزة هاشم

ظهر من يعاير المفاومة بشهدائها

ويرفض ان يعترف بنصر المقاومة مستندا الى هذه الحجة

"كيف يكون انتصارا وقد خسرت غزة فوق الالف و400 من اهلها"

بداية ، يستغرب ان يصدر هذا المنطق ممن ينتمون الى امة منقوش في ذاكرتها وثقافتها، او هكذا يفترض، ان من يسقطون في ساحة الميدان ليسوا خسائر

ليسوا مادة للعويل والبكاء والصراخ واستحضار الخنسائيات والكربلائيات

في ثقافتنا هولاء ليسوا خسائر ، فهم لم يسقطوا وانما ارتقوا الى العلياء

ولكن فنلفترض اننا نقبل بهذا المنطق للحظة

فهل يقاس النصر او الهزيمة بكم الخسائر في كل جانب؟

ان كان هذا مقياسا صحيحا ، فان المانيا لم تهزم في الحرب العالمية الثانية ، فقد كانت اقل الدول خسارة في عدد الافراد

ولكن الواقع يقرض منطقا اخر مغايرا

وهو ان الحروب لا تقاس نتائجها بعدد الفتلى

وانما بنجاح كل طرف في فرض شروطه السياسية

لقد قدم الشعب الروسي مليون ونصف القتيل خلال دفاعه الباسل عن ستالينجراد، فهل معنى هذا ان الروس خسروا المعركة؟

وقدم الجزائريون مليون شهيد في معركتهم من اجل الاستقلال ، فها معنى ذلك ان فرنسا ربحت تلك المعركة؟

وفي فيتنام قتل اكثر من 3 ملايين فيتنامي في مقابل 55 الف جندي امريكي ، فمن انتصر في تلك المعركة؟

ان الشعوب التي تقاتل من اجل اسمى غاية انسانية منذ بدء الخليقة وهي الحرية ، لا تعبأ بعدد القتلى او الجرحي

انها تقدم تضحياتها وتفاخر بها في سبيل ما هو اعظم واسمى

وهذا ما كان على ارض غزة

ولذلك سيكون مصيرها يوما ما كمصير التجارب السالفة الذكر

الانتصار...والحرية

الاثنين، 2 مارس 2009

هأرتس : تهديدات اولمرت العقيممة


نشرت صحيفة هأرتس الاسرائيلية هذا المقال


بينما تستمر نار القسام على بلدات الجنوب وكأنه لم تكن حرب لوضع حد لها، كرر امس رئيس الوزراء ايهود اولمرت تهديده على حماس وكأنه يوجد لتهديداته اي مفعول كان. "اسرائيل لن تواصل التجلد على نار القسام"، قال اولمرت في بداية جلسة الحكومة؛ "اذا استمرت النار فانها ستواجه برد اليم".
رئيس الوزراء المنصرف لم يتعلم شيئا. فبعد ان لم تجد الحرب اسرائيل في شيء – صواريخ القسام والغراد التي تواصل السقوط وزرع الرعب تثبت انه لم يتحقق اي ردع – يواصل رئيس الوزراء انتهاج لغة التهديد الماضية وكأننا لم نوجعه ولم نمس بما فيه الكفاية بسكان غزة، دون جدوى. ليس الان هو زمن التهديدات، بل زمن المفاوضات؛ المزيد من الهجمات لن تضع حدا لنار القسام، وهذا لن يحققه الا اتفاق تهدئة على مدى طويل.هذا الاتفاق كان من قبل قابلا للتحقق. فلو لم يتصلب رئيس الوزراء في موقفه فجأة وربط فتح المعابر بتحرير جلعاد شليت، لكانت التهدئة دخلت حيز التنفيذ، وكان الامن عاد الى بلدات الجنوب، مثلما تستحقه اخيرا. كما ان تحرير شليت كان في متناول اليد، لو دخلت الحكومة في مفاوضات جدية مع حماس، بدل اضاعة الوقت على النزاعات الداخلية. ولكن اولمرت قرر ربط الامرين معا، وفي كليهما يضيع وقتا باهظا اغلى من الذهب دون قرار وهكذا فانه يعرض للخطر الامرين بشكل جسيم.قبل وقت قصير من انهائه ولايته مطالب اولمرت بان يكف عن اطلاق التهديدات التي اثبتت انها عقيمة وسخيفة، وان يعمل على تحقيق اهداف اسرائيل من خلال تسريع المفاوضات في الموضوعين المطروحين على جدول الاعمال – التهدئة وتحرير شليت – وحملهما وصولا الى الاتفاق.قد تكون هذه مساهمة اولمرت الاخيرة، تكفر ولو في شيء ما عن جملة قصوراته في سنواته كرئيس للوزراء. هذين الموضوعين محظور على رئيس الوزراء المنصرف ان يتركهما مفتوحين وغير محلولين لمن سياتي بعده خشية ان يؤدي ضياع الوقت الى تفويتهما – واطالة المعاناة الزائدة لسكان الجنوب والجندي المخطوف، وللفلسطينيين في غزة
.